الطلب من رئاسة الجمهورية التونسية التدخّل الفوري لإعادة فتح متحف باردو وفتح ملف قطاع التراث لإصلاحه
عريضة حول إعادة فتح متحف باردو والتدخّل لإصلاح قطاع التراث يعاني قطاع التراث من ضعف شديد في مستوى هيكلة مؤسّساته، بالإضافة إلى تداخل مهامها، وهو ما يربك تدخّلها ويقلّص من نجاعتها. وينضاف إلى ذلك النقص الكبير في مستوى الكادر الإداري والعلمي والتقني الذي يشغل تلك المؤسسات؛ بسبب الشغورات الحاصلة في الكثير من إداراتها ومصالحها، وهو ما زاد في عطالتها وفي تعميق أزمة القطاع. كما يشكو هذا القطاع من وجود فجوات كثيرة وخطيرة في أطره التشريعية سواء في مستوى التّداخل في مهام الإدارات والمؤسّسات الخاصة به أو في مستوى مجلة حماية التراث الأثري والتاريخي والفنون التقليدية، وفاقم أوضاعه عدم إيلاء وزارة الإشراف الأهمية اللازمة لمشاكله المتراكمة منذ سنوات طويلة، والتي أتت على البعض منها عديد التقارير الرسمية (نذكر من بينها تقارير دائرة المحاسبات العمومية). وقد انتظر منتسبو القطاع والمهتمون به أن يعقب حدث 25 جويلية الماضي تغييرات في تعامل الدولة مع تراثنا الوطني والإنكباب على إصلاح قوانينه ومؤسساته ووضع سياسة رسمية ثقافية تجعل في صدارة اهتمامها المحافظة عليه من الاندثار والتلاشي، إلاّ أنهم تفاجؤوا بغلق متحف باردو، المتحف الوطني الوحيد المفتوح للعموم، سيّما وأنّ متحف قرطاج مغلق منذ سنة 2018. وبناء على ما تقدّم نعبّر، نحن الموقعون على هذه العريضة، عن بالغ استيائنا وعميق أسفنا على إغلاق متحف باردو، وانصراف رئاسة الجمهورية عن الاهتمام بقطاع التراث، هذا القطاع الحيوي والخطير. إن غلق متحف باردو هو أسوأ رسالة يمكن أن توجّه إلى عموم التونسيين وإلى زوّار تونس والمهتمين بموروثنا الحضاري. وإذ نعتبر أنّ هذا الإجراء خاطئ ويسيء إلينا وإلى سمعة بلادنا، نطلب من رئاسة الجمهورية أن تصلح الخطأ وتعيد فتح المتحف فورا وتضع قطاع التراث في جدول أعمالها من أجل إنقاذه من سنوات الإهمال وسوء التسيير والتصرّف.
حمد غضباني (محافظ مستشار التراث) تواصل مع كاتب العريضة