بيان من أجل الحرية الأكاديمية- جامعة الكويت
نحن الموقعين أدناه من أكاديميين ومهتمين بالشأن الأكاديمي وحريته واستقلاليته نعبر عن استيائنا الشديد من تلك الهجمات المنظمة والمؤدلجة التي تستهدف النقاشات الأكاديمية حول موضوعات علمية ذات طبيعة تخصصية تم إقرارها واعتمادها بالإجراءات الأكاديمية والقانونية السليمة داخل هذه المؤسسة العلمية العريقة.
ونحن إذ نكتب تلك السطور فإننا نعبر عن عميق إيماننا بالحرية الأكاديمية كأساس راسخ للعمل والبحث العلمي الجامعي، حيث يتحمل أعضاء هيئة التدريس المسؤولية عن المناهج الدراسية في كلياتهم المختلفة، ونذكر بأن حرية التعبير في هذا السياق تعني حرية أستاذ المقرر داخل قاعة الدرس في طرح ومناقشة الأمور ذات الصلة بالمقرر واختيار أساليب التدريس.
إن هذه التدخلات السافرة والتي تعبر في معظمها عن قمع وترهيب للأستاذ الجامعي، لا يساورنا أدنى شك في أنها تقوض قدرته على استكشاف مجموعة كبيرة من الموضوعات على أساس منهج دقيق للمعرفة العلمية والطبية والاجتماعية والدينية والتاريخية والفلسفية؛ ولا يساورنا أدنى شك أيضا في أن هذه التدخلات السافرة تمنع الأستاذ الجامعي من ممارسة مسؤوليته التربوية الأساسية والعلمية تجاه طلبته.
بموجب مبادئ الحرية الأكاديمية التي تم اعتمادها على نطاق واسع في العالم المتحضر، ننتهز هذه الفرصة للتأكيد على حق الأساتذة الجامعيين في التمتع بحريتهم داخل قاعات الدراسة في مناقشة الموضوعات المتعلقة بمقرراتهم الأكاديمية والتي تم إعدادها من قبل علماء أجلاء في تخصصات مختلفة. الحرية الأكاديمية في نهاية الأمر لا توفر ترخيصًا لأعضاء هيئة التدريس لفعل ما يشاؤون، إلا أن تقدير ذلك الأمر يرجع لفحص وتدقيق وملاحظات الجسد الأكاديمي المتخصص. وعليه فإننا نشدد على أنه ينبغي للمعلمين، وليس السياسيين، اتخاذ القرارات بشأن التدريس والتعليم والبحث العلمي.
ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر بأن الجامعة هي مجتمع من العقول هدفه الأساسي هو السعي وراء المعرفة. نقدر أهمية البحث والتعبير الحر والمفتوح – وهي المبادئ التي تقوم عليها الحرية الأكاديمية – ويمتد ذلك لمناقشة بعض الأفكار التي قد يعتبرها البعض خاطئة أو مسيئة، كما نؤمن في الوقت ذاته بالتزام أصيل بحق الاعتراض العقلاني والمنطقي لمن شاء، مع ضرورة الابتعاد عن التحريض والإسفاف وتشويه السمعة.
د. محمد الوهيب - جامعة الكويت تواصل مع كاتب العريضة