تضامنا مع إسلام بحيري

اعتداء البخاري على رسول الله أنا من يدافع عن رسول الله وسنته وليس البخاري ولا الفقهاء

مرارا وتكرارا طلبت من مجمع البحوث الإسلامية تنقية صحيح البخاري من الأحاديث التي دُسَّت عليه، وهي

تلك الأحاديث التي تسيء لله والقرءان والرسول والصحابة،

لكن أعضاء المجمع لا يهمهم إلا الدفاع عن الفكر التراثي القديم بلا بحث ولا تمحيص. فبرغم تحديدي رقم الحديث واسم الباب والفصل الذي

وردت به تلك الأحاديث، إلا إني ما زلت أجد من يدافع في غير موضوعية عن تلك المدسوسات التاريخية التي أصبحت أصناما بتقديس المحدثين لها،

ويا ليته كان تقديسا محمودا لما يجب أن يُقَدّس، لكنه

الصورة الحديثة لغلق باب الاجتهاد، والصورة الخبيثة لتوقيف حركة النماء والتدبر الفكري في كتاب الله وكتب الأحاديث النبوية، فهم يريدون مسلما مقلدا بلا دماغ أو تعقل. وصيحات تنعق بعدم

تخصصي، وهم لا يعنوني فقط بهذه الصيحات الملعونة، بل يعنون أي مجتهد يحاول الاجتهاد، فلقد اجتمع المتخصصون على تسمية كل نقد يوجه للبخاري أو أيا من كتب الصحاح انه شبهة ينبرون هم

للدفاع عنها بكل ما أتوا من قوة، وهم بذلك مجمعون بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. واليوم ... وبعد أن سبق وقدّمت كيف طَعَنَت بعض مرويات البخاري على كتاب الله، أذكر لكم كيف تطعن على

رسول الله، بل وكيف يطعن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في صحة بعض ما ورد بالبخاري، حتى أصل بالقارئ لقناعة عما أذكره حتى لا يقولن أحد بمتخصص وغير متخصص. فبالصفحة رقم

369 من كتاب [ حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين ]، وهو من إصدارات ذلك المجلس، يذكر الكتاب بأن الحديث الوارد بشأن إقدام رسول الله على الانتحار مرارا وتكرارا بأنه حديث غير

صحيح، وحسنا فعل المجلس، لكنه ذكر أيضا بأن هذا الحديث من قبيل البلاغات، وأن كل مرويات البخاري التي وردت بها كلمة (بلغنا) إنما هي أحاديث غير صحيحة السند ولا المتن. فبالله عليكم أيها

العقلاء، إذا كان الحديث غير صحيح، وإذا كانت كل البلاغات الواردة بصحيح البخاري أحاديث غير صحيحة السند أو المتن ففيم الصياح، ولماذا لا يقوم مجمع البحوث الإسلامية بواجبه لإصدار صحيح

للبخاري بغير تلك البلاغات؟. وإليكم نص ما ورد بصحيح البخاري بكتاب التعبير باب أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة بالحديث رقم [ 6581 ] [حتى حزن النبي صلى الله عليه

وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ]. ألا تعني تلك الرواية تكرار رسول الله محاولة الانتحار، وألا تعني ضعف التكوين النفسي لرسول الله، ففيم صياح أهل

التخصص بمجمع البحوث الإسلامية بصحة كل ما ورد بصحيح البخاري، ولماذا لا يتحد مجمع البحوث الإسلامية مع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في شأن ورود بعض مرويات مدسوسة على

البخاري بغرض إضلال الأمة والإساءة لمقدساتها، أم تراهم يعجبهم عبارة (اختلافهم رحمة)، وما أرى اختلافهم إلا خلل ونقمة، وهل يكون اختلافهم رحمة بينما يكون اختلافنا معهم إنكار للسنة وألفاظ

يطلقونها مثل قرءاني وما شابهها لتخويف العامة. وكيف نقنع بما ذكره البخاري أن يهوديا سحر الرسول [كتاب بدء الخلق حديث رقم 2922 وبباب السحر حديث رقم 5082]، وكيف يذكر البخاري

[بباب ما يذكر في سم النبي] حديث رقم 5090 أن اليهود دست السم في طعام النبي وظل موجوعا من أثر السم إلى أن مات متأثرا به، ألا يخل ذلك بعصمة الله له من الناس؟، بينما يقول تعالى: {يَا

أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}المائدة67، فكيف تقولون بسحره وسمه بينما يقول الله أنه يعصمه من الناس؟،

أنجحد كتاب الله لأجل مروياتكم التي تتقاعسون عن تنقية مدسوسات دخلت عليها. ويذكر البخاري بباب [ إذا جامع ثم عاد ] حديث رقم 253 و254 أنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه

التسعة في ليلة واحدة بغسل واحد في ساعة واحدة وقد تجاوز الستين من العمر، وكان يباشر السيدة عائشة وهي حائض من خلف إزار بينما لديه تسع زوجات وقد نهاه الله أن يقرب الحائض وأن يعتزلها،

كل ذلك مما ورد بصحيح البخاري، بل وأزيدكم مما ورد بصحيح أحمد بن حنبل من أنه صلى الله عليه وسلم كان يُقَبِّل السيدة عائشة ويمص لسانها وهو صائم، وبصحاحكم حديث آخر يروي أن أحب

شيء لديه هو النساء، ثم تصرخون حين يقول أحدهم بأن النبي كان شهوانيا، أليس تراثكم المقدس لديكم هو الذي يُفضي إلى تلك النتائج؟. وما أؤمن إلا بما ذكره القرءان في شأن تذكُّر النبي للقرءان، فما

كان رسول الله ينسى القرءان إلى أن ذكّره أحد الصحابة بما نساه حين كان يقرأ ذلك الصحابي القرءان، وهو ما ورد بالبخاري بباب نسيان القرءان بالأحاديث أرقام 4392 و4393 و 4394 بشأن

نسيانه محض افتراء، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى }الأعلى6. فبالله عليكم من الذي يدافع عن رسول الله وعن نقاء سنته صلى الله عليه وسلم، أنا أم أنتم وتراثكم المزيف؟، فهذه

بضاعتي وتلك بضاعتكم وما أريد من أهل الإسلام إلا اتباع شريعة الله في الحكم بيني وبين المتخصصين بما يقوله الله تعالى في كتابه: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ

هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر18؛ فهلا سمعتم وحكمتم. مستشار/أحمد عبده ماهر