بعد فشل المفاوضات المهزلة التي ظلت هذه القيادة تلهث وراءها طيلة 21 سنة، وبعد مسرحية المؤتمر الذي كان مهزلة تؤكد تمسك عبد العزيز بالسلطة على لحمادا الجزائرية، حتى الموت، بعد كل هذا طالعتنا القياد وبشكل واضح ومن دون حياء او رتوش تجميل، إلى أن الحل يكمن في بقائنا نحن الصحراويين المغلوبين على امرنا بارض لحمادا الجزائرية إلى ما لا نهاية له لتظل هذه القيادة تتاجر بمعاناتنا وتعيش في النعيم ونحن قربها نتلظى في حمم الجحيم. وهذا ما نبه له إطارات ومناضلوا الجبهة الشعبية لما قرروا تأسيس اول حركة إصلاحية داخل الجبهة، هي الجبهة الشعبية خط الشهيد، وها هي القيادة بعد ثمان سنوات من ذلك تعلنها للملإ علانية ومن دون حياء: القبول بالوضع الراهن كحل، بعد أن إستشهد عنا الولي رحمة الله عليه وهو، يدعوا لنبذ الواقع المفروض: شعب لاجيء مشرد خارج وطنه، والعمل على تحقيق الواقع المقبول: شعب واع منظم موحد فوق كامل ترابه الوطني... لماذا قررت القيادة اخيرا ان تدعونا للبقاء في لحمادا طول الدهر؟ لأنها عاجزة عن القيام باي عمل يرجع شعبنا لدياره حرا كريما مستقلا، ولأنها خربت الوحدة الوطنية بإعتمادها على القبلية، لهذا لم يعد بإمكانها الرجوع للحرب لتحرير الشعب والوطن، ولأنها تخدم أجندة الحلفاء ومصالحهم قبل مصالح الصحراويين، ولأنها اصبحت من اغنياء الحرب، وليست في عجلة من امرها وتريد دولة بلحمادا إلى ما لانهاية لها.. فهي لا يخصها شيئ لا هي ولا عائلاتها ولا ابنائها، والشعب يجب ان يبقى هنا لتتاجر به وتبيع مأساته، في طلب الدعم والمساعدة للإستغناء اكثر...
النبأ الذي يؤكد ما قلناه هو ما تناقلته وسائل وابواق دعاية القيادة بالربوني، حيث اعلنوا الخبر بالصياغة التالية (ما بين قوسين تعليق خاص بكاتب المقال):
قررت الحكومة الصحراوية ادخال الكهرباء وتعبيد الطرق التي تربط مخيمات اللاجئين الصحراويين، وذلك لغرض التخفيف من معناة المواطنين الصحراويين وعدم تحملهم لظروف اللجوء القاسية،( وكأن القيادة لم تتفطن لهذه المعاناة ما عدا اليوم، وبعد 37 سنة) في مخيمات اللجو بـ"لحمادة" التي تسودها ظروف طبيعية قاسية وكذلك التذمر الذي بدأ يغلب على تفكير بعض اللاجئين الصحرايين في التفكير في مصيرهم ( نتيجة عجز القيادة عن إيجاد حل يرجعهم لوطنهم مرفوعي الراس) نتيجة تماطل المجتمع الدولي في إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية مع الاحتلال المغربي الذي عمر اكثر من ثلاثة عقود والذي طال امده بحسب مراقبين، ( وأخيرا فهم الحمار) وياتي قرار البوليساريو هذا بإدخال الكهرباء وتعبيد الطرق كخطوة إستراتيجية ترى فيها الجبهة تقوية لمقومات الصمود للاجئين الصحراويين والتخفيف من معاناتهم، ( لم تشعر هذه القيادة بمعاناتنا إلا اليوم، ولكن من اجل بقائنا في لحمادا إلى ما لا نهاية له لتظل تتاجر بمعاناتنا وتستغني على حساب مأساتنا) وستتم العملية على الشكل التالي: العمل علي ربط مدرسة السابع والعشرين فبرائر بولاية اوسرد التي تعاني من العزلة لأكثر من ثلاثة عقود، ثم ربط ولاية اوسرد بولاية العيون بعد ذلك ربط الولايتين بولاية السمارة ، اما بخصوص الكهرباء تكون على شكل الخط من مدرسة 27 فبرائر نحو ولاية اوسرد، ثم الى ولاية السمارة كمرحلة اولى ثم بعد ذلك بقية الولايات، و تعمل الحكومة الصحراوية على تدعيم مقومات الصمود لدى الصحراويين حتى تحقيق الهدف الذي تناضل من اجله البوليساريو والشعب الصحراوي والمتمثل في الاساس في الاستقلال. ( هل هذه القيادة تهدف للإستقلال، ومن يريد ان يجعل من ارض اللجوء بديلا عن الوطن هل يبحث او يفكر في الإستقلال، فلماذا تواصل هذه القيادة بيع الأحلام للجماهير المغلوبة على امرها بمخيمات اللجوء يارض الحمادا الجزائرية القاحلة...)
هذا هو ما أكد ما قلناه بعد نهاية مسرحية المؤتمر الفضيحة، فالجزائر قررت وعبد العزيز يطبق. قررت الجزائر إقامة دولة لصحراويي الجزائر ( الفقرا وابراهيم اوداود) وظهر ذلك جليا من خلال لائحة اعضاء القيادة السياسية التي افرزها محمد عبد العزيز من خلال مؤتمره المسرحية الأخير حيث يشكل اهل الساحل من قبائل الصحراء الغربية في القيادة مجرد افراد تعد على رؤوس الأصابع، وإقصاء كلي لقبائل تكنة التي تعد اكبر تحالف قبلي من حيث العدد بالصحراء الغربية، ويدعم سياسة الجزائر هاته، التسهيلات التي تقدمها الجزائر حاليا في توزيع اوراق التعريف والجنسية الجزائرية والمنازل بالتندوف ولخبي وام لعسل على معظم الصحراويين من سكان المخيمات، الذين تركت لهم فرنسا اوراقا في ارشيفها بالمنطقة، او ما يعرف هنالك بارحل، وهو الذي يعني بالدرجة الأولى الأسرة الحاكمة في البوليساريو: الفقرا وابراهيم اوداوود... فماذا تريد بنا هذه القيادة بعد 37 سنة من المعاناة والتضحيات؟ ان نكون مجرد عملة مقايضة في الصراع بين المغرب والجزائر من اجل الهيمنة على المغرب العربي، او يريدون لنا مصيرا مثل مصير الطوارق: صحراويو المغرب، وصحراويو الجزائر وصحراويو موريتانيا وصحراويو ازواد... هل هذه يا قيادتنا هي ثمرة الدماء الزكية الطاهرة التي سالت من ابناء الشهداء من خيرة ما انجبته النساء الصحراويات، من البشير لحلاوي إلى اليوم، او لا تستحيون من انفسكم، وتعرفون انكم تدفعون بهذا الشعب للثورة عليكم وإتهامكم بالخيانة وخدمة مصالح الغير، وان يحكم عليكم التاريخ، بانكم مجرد مجرمي حرب، وستلعنكم الأجيال القادمة... اتتصورون ان الأموال والمصالح والإمتيازات التي وفرتها لكم هذه السلطة والمتاجرة بمعاناتنا، ستجعلكم خالدين في هذه الدنيا، وانكم إن نجوتم من حساب الشعب ستنجون من حساب الله في دمائنا وعرقنا ومعاناتنا...
اتقي الله يا محمد عبد العزيز في النساء والأطفال الذين يعانون تحت الخيام منذ اكثر من 37سنة، اتقي الله يا احمتو في الكهول والعجائز الذين امتلأت بهم مقابر اللجوء بعيدا عن وطنهم. اتقي الله يا حدي هون في الأطفال والشباب والأجيال التي نشأت لا تعرف وطنها، وإذا كنت لا بد لك من ان تفرض علينا البقاء في الحمادا إلا ما لا نهاية له، كبديل عن الوطن، فقم على الأقل بالسماح للصحراويين بالمخيمات ان يعبروا عن رايهم في ما يتعلق بمصيرهم، وهل فعلا يريدون البقاء في ارض الجزائر إلى ما لا نهاية له وتكون بذلك قد بررت فعلك هذا امام ضميرك على الأقل، إذا كان ما يزال في الضمير ذرة حياة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. ولتتعظوا برفاقكم، فلو كانت الأموال، تنفع أحدا نفعت ولد الميلس رحمة الله عليه التي كان يستجدي في الأيام الأخيرة من حياته 4000 جزائرية، بعد ان كان يلعب بالملايير، وإنا لله وإنا إليه راجعون...
فهل ستتقي الله يا محمد في شعبك ام ستكون مثل المخطار ولد داداه، قلنا له اتقي الله فلم يتقي الله المخطارُ، ونتيجته يعرفها الجميع، ومن لايستفد من تجارب التاريخ، يعد تلميذا غبيا. وننأى بك عن ذلك، يا سيادة الرئيس محمد عبد العزيز...