عن المجازر ضد العلويين-ات السوريين-ات: بيان إلى الرأي العام
شهدت مناطق الساحل السوري بين 6 و10 آذار من هذا العام مجازر واسعة بحق مدنيين علويين، سبقتها انتهاكاتٌ ذات بعدٍ طائفيّ أُهين فيها وضُرب وقُتل مواطنون مسالمون آخرون. وعلى الرغم من انخفاض وتيرة القتل والحرق والنهب، فلا شكّ في أنّ العلويّين السوريّين لا يشعرون اليوم بالأمان في أحيائهم وقراهم، ويخشون استمرار الاعتداء على حياتهم وكرامتهم وممتلكاتهم.
لقد قُتل في تلك الأيّام السوداء أعداد كبيرة من العلويّين الأبرياء الذين لم يُشاركوا من قريبٍ أو بعيد في أيّ عملٍ انقلابي أو إرهابيّ نظّمته فلول العهد الأسديّ البائد. قُتلوا، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لأنّهم علويّون، لا لأيّ سببٍ آخر، على يد جماعاتٍ مسلّحةٍ هائجة تؤمن بمنطق العقاب الجماعي، وهو المنطق نفسه الذي اعتمده النظام البائد في مجازره، وهو الذي تعتمده إسرائيل منذ سنواتٍ طويلة في قمع الشعب الفلسطيني.
إنّنا، نحن الموقّعين والموقّعات على هذا البيان، نستنكر بشدّة هذا الانتهاك الصريح لحقّ المواطنين العلويّين في الحياة والحريّة والكرامة الإنسانية المتساوية، ونربأ بأنفسنا أن نكون شهوداً صامتين على ما تعرّضوا ويتعرّضون له من جرائم طائفيّة، فلا نجاة لبلادنا في كتمان الحقّ.
ونحنُ، إذ ندين أيّ تمييزٍ طائفيّ بين المواطنين، ونطالب بالبدء بمسار جادٍّ للعدالة الانتقالية، نهيب بكل السوريين الخروج من النفق المظلم الذي حشرنا فيه النظام الأسديّ، وذلك بالتضامن دائماً مع الضحايا الأبرياء وذويهم، وبالتنديد من غير لبس بالجناة أيّاً كان انتماؤهم.
إنّنا نرفض رفضاً باتّاً معاملة العلويين معاملة المهزومين وإذلالهم، فمن هُزم هو النظام الأسديّ المجرم، ومن انتصر أو ينبغي أن ينتصر هو الشعب السوري، شعب المواطنين والمواطنات المتساوين في الحقوق والواجبات. ولا كرامة لأيّ سوريّ حين تُنتهك كرامة العلويّين السوريّين، ولا أمان لأي سوري حين لا يشعر العلويّ السوريّ بالأمان. هذا هو موقفنا الثابت حيال انتهاك حقوق أي جماعة سورية أخرى.
ولنتّفقْ جميعاً على أنّ حياة الإنسان وحرّيّته وكرامته فوق أيّ اعتبارٍ سياسيّ، وأنّ المعيار الأوّل في الحكم على أيّ سياسةٍ هو مدى التزامها بصيانة حياة الإنسان وحرّيّته وكرامته.
مجموعة من السوريين-ات تواصل مع كاتب العريضة